الشاعر سالم عبدالله بن قويره باوزير
قد يكون الكثير لم يسمع عنه , و البعض الاخر يحفظ شي من قصيدته المشهورة وينسبها لغيره والتي يقول فيها :
" و نـحنا نـواخيذ الـسفـن و المراكـــــــب** صـــريــنـا و لاجـــــاء غيـرنا ماصــــروبها
و أهـل الـسـبب كـلـيـن بـراسه يخاطــب** سـرحنا و حـصلـنا الحـنـش في جيـوبـهـا
لا تــقــــول كـدنا عـلى الـفيـل راكــــــب**إذا اعـــتـكرت الأفــيـال تــبـغــض ركــوبها "
}تفنحت عينا الشاعر الشيخ سالم عبدالله بن قويره باوزير عام 1226 هــ (1811 م ) بمدينة غيل باوزير , ويعتبر أحد أبرز شعراء الشبواني عاش شاعراً مساجلاً و مناظراً و مقارعاً أقرانه بتفوق سواء أكان الشعر سياسياً أم اجتماعياً . يمتلك خيالاً شعرياً رائعاً ذا متانة و انسجاماً و جودة و قوة . لكن للأسف الشديد فقد ضاع معظم شعره حاله حال معظم الشعراء الشعبيين المتقدمين و لم يصلنا الإ القليل انتقل إلى جوار ربه في عام 1349 هــ ( 1930 م ) عن عمر يناهز 119 عاماً و دفن ( بالمخبية ) في غيل باوزير ......
هذه مساجله جرت أحداثها في المكلا عام 1876م بين شاعرنا و الذي كان يتحدث بلسان القعيطي و بين شاعر المكلا سالم عبود بانبوع و الذي كان يتحدث بلسان الحكومة الكسادية بدأ بانبوع قائلاً:
غــيـــار رشـبـتـي مـــن جـــلاســـها ** و تـغـيـرت بـعـد ما كـانـت سـبار
تـعاونـوا عـلـى حـديـــد انــحـــاسـها **حـتى ظــهر تحـت بزبـزها غـيـار
فرد الشاعر سالم بن قويره :
عـسـى الله يصلحها و صـلـح ناسـها **ونــــمـز تــنـباكها مـن غـيـر نـار
( بانبوع) الــمصـنـعـة قــد تـخــرب ســاســــها **مـكـنـــت الراس من طـش الـمطار
( بن قويره) فــك الـــخــزانــة و شــل أكـيـاسهــا **وبـــاتـقـع دار لايــاخــيــــــــــر دار
و إن شـي خــلل أو وجع في راسها **تـــحـتاج كـيه على الــقــشعة بـنار
(بانبوع ) لــو شــي دخــاتــر تــقــوي بـــاسـها **مـاعــذر يـاشــيخ مـايـبان الـعـوار
قــد طـيــروا بـالــدواء مــن كــاسها **و شـــعــقــوا ثـــوبـها ظهر النهار
(بن قويره) الــمــطــربـة لاشــتـعق مــرواســها **بـاتــدق عـا العـود بو عـشرة وتار
ويــن الــــــــذي قــــال نـــا دبــاسها ** بــــالـــقي نـار في قـــرن الــحـمار
(بانبوع) غــيــارهــا يــاشـيـخ مـن حـراسـها **جــابوا الـسفينة على راس القـشار
الــراعـيـة تــوهــت فـــــي نـعـاسـها **دقت مع ناس لعــابــــــت قـــــمــار
(بن قويره) شـــلـــوا الـــحــلى حـقـهــا و لـباسها**كــلـه سبـبــهــا ظــفـاري مـن ظفـار
و لــعاـد جـعــفــر و لا عـــبـاســـهــا **راحـت طــهيـمـة مع الـناس الخـيار
(بانبوع) بـصبــر عــلــى ضـوها و غــلاســها **و الـيوم يـمـنـتي خانـت في اليـسار
(بن قويره) ما الـيــوم ضــاقــت عـلـيـك أنـفاسـها**و تــغـيـر الــشرب بعــد الـحلو قـار
الــراعــيــة زاد جـــــم وســــواســـهـا **عــسى لـهـا الـموت قصاف العمار
(بانبوع) لــحــومـرة عـا تــحــن عـــــافــاســــها **جــــــابـوا مناشـير قـصوهـا شـتـار
(بن قويره) شلـوا الــمـدق هــو ويــا مـحـمــاسـها **و صـبحـت يـاطـــير وسط الجـو فار
القصيدة الثانية هي نموذج من قصائد التساريح و هو ما تعارف عليه الشعراء الشعبيون القصائد التي يتبادلونها عند وقوع حادثة أو ظاهرة أجتماعية أو سياسية فيقوم أحد الشعراء بكتابة قصيدة و إرسالها للاخر الذي يقوم بالرد عليه تحمل نفس المعنى و الهدف .
ومنها ما ارسله الشاعر عمر الغازي من القارة في 1303هــ / مارس (1885م) للشيخ محمد عبدالله بن قويره باوزير منصب الحضرة عندما أُلقي القبض على أفراد قبيلة العوابثة وتم سجنهم في الشحر مستنجداً بالمنصب لكي يساعدهم بالتوسط لدى الحاكم لاخراجهم.
نورد أبيات من قصيدة الشاعر عمر الغازي:
خــــرج فــصــل و الــثـانــي فـتح لي بـوابهـا**و يـالـقـفـل و الـقالـيد فـــتـح كـــل بــاب
ســـــرح يــالمــعـنـى مـن مــنـازل ضلابــها**و مـن مـصــنعـة فـيها المنارة والــذيـاب
و صــبح إلــى قـريـة حــمــتــها قــطــــابـهـا**و مولى عرف عـاده حـميه على القطاب
و قـــــل دار الــشـــيــخ لــيــــهــــو زهـابـها**صباح الـرضا و الـنور ياضي بالارتـقاب
علــيها بــدور النور صـعـدوا أغـتـشى بــها**و مــــن زارهــــم بــــايـنفـتـح له كل باب
و يــا بـــو عـوض عـندك غــرائــز نـسـابها** و انــت مـــن زمــــــن جــــدك الـنســاب
و إن كــــان شـي بـصـره معــك فـي طـبابها**و شــي الـطـب عـندك و الدواء و الطباب
و إلا حـــلـــفـــنــا بــالخـــشب مـن صرابـها**ولا الــلايـــمــه مـــا بانجيبـها و العـتــاب
و يــامــقــصـع العــمدان كـــســر صلابـهــا**و قــد لـك عـوايـد انـته مـكـســر الصلاب
و ذا لــــي حـــصـــل و الـغـلب مـع غـلابها**ثــبــت يــامـحـمد رد عـلى الغازي الجواب
وصلت قصيدة الغازي إلى يد الشاعر سالم عبدالله بن قويره باوزير ثم قام بالرد عليها نيابة عن المنصب محمد عبدالله بن قويره بعد أن نجح الشاعر بالتوسط لدى الحاكم و فك سجن العوابثة .
وهذا من أبيات القصيدة التي رد الشاعر سالم عبدالله بن قويره باوزير على قصيدة عمر الغازي:
و يـــامـعـتــني قــم شــــل قـرطاس عارب ** مــن بــو عــوض لي بات يـتـلي حـزوبها
مـن الـغـيل لي فيها الســـلف و الـرواتـب ** و عـبدالـرحيم القـطـب حامي دروبــــهــــا
و زرهـم عـسـى دفع البلاء و المصايـب ** يـــــدركـــــون كـــرامـــاتـهم بادروا بهــــا
و مـــن زارهـم ظاهـر و باطـن و غـايـب ** يــدور العـشـي لـي نـافــشة فـي شعـوبهـــا
و يـامــرحـبـا بـأبــيـات فــيهـا عـجـايـــب ** مـن الــغـازي الـمـصـيوط نـاظـم كـتـوبـهـــا
و صــبح بها العـاني لـبـيـت الـمـناصــب ** دكــا و انــدكا و الـبـطـن نـطــفـي لـهـوبـهـــا
و نـحـنا نـــواخـيـذ الـسـفـن و الـمراكب ** صــريــنـا ولاجـــاء غــيـرنا ما صـروبــهــــا
و أهل الـسـبب كـلالـين براسه يـخاطـب ** ســـرحنا و حـصـــلنا الـحـنـش فـي جيـوبـهـا
لا تـــقــول نـا كـدنـا عـلى الـفـيـل راكـب ** إذا اعــتـكـرت الأفــيـال تـبـغــض ركـــوبـهـــا
فـمن حــاسـب لـلـناس مـابــه مـحاسـب ** و مــن لايــشـيــل الــطــوع مرسـى قـطـوبهــا
و نـذكر حـنيـن الـرعـد بـيـن الـسـحايـب ** و وديـــان قـــد فـتـكــــت سيــــوله شعابــــهـــا
و جانـا خبر و عـلمت قبل الـمـــــغـاـرب ** مـن الــسـيـن هـــو و الـعين لي نـسـتـحــوبهـا
وحـــيـــاهـــم الـله مـن حاضر و غايــب ** و حـيـاهــم الـلـه كــلـهـم اســـتـمــــوا بـــــهــا
بـني مالـك الـثقـليـن حي ذي الـمخـاشـب ** رجــــال الــنـكــف فـي حــلهــا بـــادروا بـــهــا
إذا صـاح صايحـهم يزوع الـجــــوانــــب ** و زاعـــوا جـبـل شـمـسان لــمــا إلــتـقــوا بها
جـــوابـك صـدر و الـريـح عـاده مـزايـب ** و هـيـا عـــسـى ربــك يـطــلـــق عــــصــوبــهـا
(بتصرف من نفحات وعبير من تاريخ غيل باوزير تأليف الأستاذ سامي محمد بن شيخان , الطبعة الثانية صفحة 218, 219){.
و القصيدة وثقها الراوية الثقة الشيخ الشاعر محمد أحمد بن هاوي باوزير "بو سراجين " و هو ماحكاه الاستاذ سامي محمد بن شيخان . و ايضاً وثقها الشيخ مبارك باهمز الشهير بــ " مبارك العبد " و ماحكاه لي والدي الشيخ سالم محمد بن قويره باوزير حفظه الله وهو حفيد الشاعر.